
يقول عني واهمة
وكل ما عداك محض هذيان..
أنت الحقيقة الوحيدة..
وكل ما عداك وهم.
فهل يدهشك أن أدفع إليك..
جنوني.. وزلاتي.. وشكوكي؟
وأن تريني مرتبك..
متعثر بالحروف..
بكلمات مبعثرة..
وجمل ناقصة..
أدفن في الزوايا قصصاً..
أؤمن في أعماقي أنها ليست لي؟
وأحاول تمزيق دفاتر قديمة..
ونسيان ملامح ما عادت تشبهني؟..
لا تندهشي..
كل ما كان قبلك لم يكن يوماً..
في البدء كنت أنت.. دائماً..
وكل ما عداك..
ليس إلا.. محض هذيان.
لم تعلمني كل سنوات السهر كيف أخترع لي قمراً يتمرد على رتابة التقاويم..
لكنني.. منذ البدء.. كنت أتقن اختراعك كل حب..
وأجيد اكتشاف مدارات لا تليق إلا بك..
وأترك ذاكرتي تصطفيك من كل ما حولك.
لأدرك متأخراُ جداً..
أنك أروع من كل خيال.
أخلع على بابك عباءة أيام كانت ولم تكوني فيها.. وتبخرت في الهواء..
أحتمي بجدران قلبك من عواصف القلق.. وهواجس الألم.. ونوازع الشكوك..
في عينيك وجدت عالمي..
وما عاد سواك يعنيني.
أنت من ضلعي خلقت..
بك.. ولك.. كنت.. وتكونت..
وفيك.. أموت.
هناك بحر من الحروف يختبئ خلف أسوار الصمت..
وأنا هنا..
إنما أعلن بدء انبجاس الضياء من وراء ستائر العتم..
إنما أعيد تعلم الكلام من جديد..
أكتشف الأبجدية من جديد..
وفي البداية..
أ..
ح..
ب..
ك.
لأنك..
في البدء.. كنت أنت.. وستبقى أبداً..
وما عداك.. كان أبداً.. وسيبقى.. محض هذيان
وتحدث في يومي ... مساراً جديداً ... ومجرا...
وتأبى الا أن تخوض في حياتي ...كما تخوض نهرا...
أعرفك لوقت ... وكأنما عرفتك من قبل عمرا...
كأنما قطفت الورد ... بشفتي عن خديكَ ... ونثرت مكان الورد جمرا...
كأني عرفتك عمراً .... وأحببتك دهرا...
كأني... كلما عطشت... أسقيتني بشفتيكَ خمرا...
كأنك أصبحت أدماناً لدي... كأنك أستخدمت معي سحرا...
واليوم تناديني بحنين أشد من حنيني
وأنا أخاف الحنينيات أخاف لهيب الذكريات
أخاف منها عليك ...أخاف منها على نفسي
أخاف من إنصهار الحروف .
أن يخفي بريق الكلمات .
فلوكنت استطيع ان أكتب حنيني
لكتبته بخط مذهل مذهل
مصقول كالمرآة..صاف كالعسل
مملوء ..حتى الشمالة بالشمس
تلمع كل نقطة فيها وتبرق
كأشد اللآلئ بياضا
لوجدت الزهور ...تتابع اسمك
وتلاحقه عبر الصفحات....
لروى لك حنيني ..كل حكايا شهرزاد القديمه
واسترسلت تقص حكايا جديدة
لم يسمعها أحد من قبل..
لو كنت استطيع...ان اكتب حنيني .
لكتبته على ورق يعبق بشذى الورود ..
واودعتها كلمات رقيقه...كالبراعم الصغيرة..
الا ان هذه الكلمات...ستوقظ الرغبة الظامئه..
في قلب كل ورقة...حتى يشتعل حنيني كله
في بحر احمر... من الورد ...
لو كنت استطيع !
لو كنت استطيع
عندما تقرر الرحيل عن انينك
وعندما يشدك واقعي بعيدا عن مشوار حنينك
وقتها فقط لن اكون واهمة