Tuesday, March 31, 2009

متاهة


في أحيان كثيرة لا يلزمنا غير الحلمـ كي نمضي، وعندما يفقد الحلم طعمه يفقدنا القدرة على المواصلة، لست أدري كيف أعيش الحياة حلمـا متجدد.. تتعدد أحلامي عندما أفشل في إيجاد مكان لها على أرض الواقع، وأحيانا افقد القدرة على إيجاد مكان لها في بستان الفكر ،فتتداعى أشياء عدة من أمامي دون أن تترك لي فرصة مد يد المساعدة لها، كي أنقدها من موت وشيك سيلحق بها إن هي اقتربت نحو الأرض أكثر ..يموت حلمي كي يمنحني الحياة ينقذني حين أعجز أنا على إنقاذه، غريب أمر حياتي عندما تمنحني سعادة وهمية ،وحين أحاول أن أمسك بها فتتداعى وكأنها لم تكن يوما موجودة ..ذات يوم حلمت أنني سأعانق السماء كذلك الطائر الذي يحمل بين جناحيه كل الأماني ،ويرتفع نحو نقطة محددة بغير عودة، يرتفع نحو الأعلى وكلما ارتفع تسقط أمانيه من على جناحيه، غير أن أمنية تضل معه أمنية الوصول لتلك النقطة في الأعلى حيت لا مكان لأي شيء.. هناك سيعانق بعضه وسيعانق ظله بلا أي عائق ..ظل أبيض كـ هو ، عندما وصلت لذلك الارتفاع وكنت على وشك معانقة ظلي، نظرت نحو الأسفل فشدتني الأرض نحوها بقوة، وأرخت يدي السماء...لم يخبرني الطائر قط أن النظر نحو الأرض سوف يعيدني من جديد إليها ،ولم يخبرني أن التحليق صعب، والوصول نحو معانقة الظل متعب، وهكذا ضاع حلم الوصول كما ضاعت معه أحلام عدة، وكلما مات حلمـ يكبر بداخلي ألف حلم يطالبني بحق الحياة، فأطالبه بحق التحقق ...أحيانا أنسى شكل أحلامي وملامحها ،وعندما أعانقها صدفة في عيون ألآخرين تبتسم لي في الخفاء و تذكرني بها أقف أمامها، أحاول أن أبستم لها فلا أقدر ،فقد كانت أنا لوقت طويل لـ تصبح غريبة عني وكأنها لم تكن ملكي يوما، فأضيع بين البكاء والابتسام ..محزن أن نصنع لنا عالما من زجاج ،وفجأة يكسر طفل لم يتجاوز شهوره الاولي عالمنا بحجر صغير كـ هو.. انتصر طفل الثالثة أشهر علي ،وأنا التي ضيعت سنوات عدة من حياتي أبني وأبني وفي النهاية تكسر كل شيء ،ولم يبقى هناك غير شظايا الزجاج ستجرح يدي حتما إن أنا حاولت لملمتها من على الأرض ، تمتد يدي نحو أكبر قطعة فيها أحملها لأرى فيها عالمي المتهدم، فلا أرى غير انعكاس وجهي عليها وكأنها تخبرني أن عالمي سيتواصل ما دمت أملك أنا، غير أن اناي أحيانا تعجز عن مساعدتي ،تعجز على بناء ما هدم ..فأرمي قطعة الزجاج أرضا وأعترف بتفوق الطفل علي لأنه كان يملك الحجر، ولم أملك أنا غير الزجاج مند البداية، حتما كنت سأشهد انكساره ذات يوم !!كـ أحلامي التي تعتريني أحيانا الرغبة في الانتقام منها ،فأبدأ في كشف ستار الحقائق حولي ،يصلني توسلها كي أكف عن النبش فيها ،غير أنني أواصل انتقامي منها لعلي أقدر بذلك على القول في النهاية أن كل ما كنت أحلم به لم يكن يستحق أن يعيش معي ،أو أن يعانقني جهرا بعدما مل معانقتي في السر ، وبعد جدال عسير أجدني الخاسرة، فأحلامي لم تمنحني غير القوة في حين منحتها أنا الضعف.. أحلامي لم تمنحني غير البياض في حين منحتها أن السواد ..أحلامي منحتني الحياة ومنحتها الموت .

Saturday, March 28, 2009

رسالة



سيدي
هذا أنا الماثل حرفها / حرقة أشواقها على أعتاب قلبك ..
بين يدي الجنون وعلى كرسي الحنين أعترف بأني أحببتك بكل نبضة قلب ودفقة دم , نأمة جسد وتهافت روح , بالآمال الباسمة ورؤى الأحلام المتوردة ..
أعترف بأني أنثى طوّح بها جنون العشق خارج الحدود الأربعة ..أنت من استلب عقلها , استحوذت على تضاريس قلبها وأخضعت لمحيّاك أزمنة انتظارها , قيّدت امكانات قدرتها وطفقت تعبث باختلاجات الجوانح كما تهوى ..
في غيابك يدفعني ركض الحنين وأنسرب من أزقة النفس أبحث عنك ..أنتعل تراب الأحزان وأمضي في دروب أنت معالمها وتشعبات مذاهبها
في غيابك استمرأت الحزن كأغنية تعودتها الأذن حد فقد الاحساس بها ..
انتظرك .. أذرف لك على خدود الغياب دمعة لم تشهد ولادتها , وأرتدي أوجاعاً أنت من نسج دون أن تعلم أكفانها ..

هل ما زلت معي حبيبي
أجدني الآن والليل مرآة تشعبت شدوخها أوجاعاً وأنينا ..أنكبُّ على ذاكرتي وأستدعي بواعث الكلم لأكتب لك ..
لم تكن لحظة الغرق في عميق عينيك ميلاد حبك ..أحببتك منذ لا أذكر متى أحببتك ..ملحمة عشق تضرب جذورها في أغوار النفس منذ النبضات البكر ومع ومضات الإدراك الأولى , ملحمة تعهدها بالديمومة طيفك القادم من خارج الزمن , عشقاً تحنو عليه الأعماق وتدفئه الضلوع ..سقياه أنت ..سنابله أنت , والقلب بيادر تدرأ عنه ذرو رياح النسيان ...

يا وشماً نقشته الأقدار على جبيني
يا قصراً منيفاً يشرف باستعلاء وشموخ على حقول حياة تموج مروجها بالبشر , كالمزروعات تباينت أنواعها واختلفت ألوانها , أرنو إليك وأتوق إلى ظلال شموخك وشرفات إطلالتك ,بيني وحدائق فواكهك سياج أنت بوابته والمفاتيح

يا رفيق الليالي الوئيدة
من وحشة التفرد ومؤامرة الليل تنداح نداءاتي في وسيع الكون ولا مجيب ..ألوذ بك من ضجة الأفكار وآهات أحلام مبتورة
تعال حبيبي ..النوافذ المغلقة لا تمنع نداوة نسيمك وعطرك من العبور ..كل ما حولي ينتظرك ..أوسعت لك مكانا على وسادة من خيوط الحلم نسجتها , بطانتها حرير وألوانها حريق أنت ضرامه

يا أمنية لا تشيخ
تعال لملاءة تنتظرك يا كمال دفئها ..ارتديت فستاناً كبياض روحك ودهنت بطيب الشوق جدائلي , تعطرت بالأماني وكحلت عيني بملامح فتنتك , من خمائل وجنتي المتوردة خضّبت أناملي لاحتضانك ومن احمرار جبين القمر هيأت شفاي لرضاب قبلاتك ..
تعال حبيبي ..واكسر حزن هذا الليل بمواويل عشقك وأشعل شموع الاحتفال بك في دمائي
أمِطْ لثام الحزن عن ثغري ولمّ وجهي بين كفيك , ثم بعثرني على صدرك وروداً تستقطب ألوانها الملتهبة فراشات المتعة المبثوثة من حنوّ أنفاسك ..
هل أنتظرك يا نبض أحلامي ..ظلامي يشتاق نورك

حبيبتك
أميرتك يا سيدها
المتهدل شوقها على أكتاف الانتظار

Saturday, March 7, 2009

لو كان لي..


لو كان لي..
أن أرسم سحب الغمام الماطر..
كما مررت أنت ِ الآن في خاطري
ولا أخشى أن تبتلّ الأوراق..
لرسمت الدمع..الهامي من عينيك ِ
السابحة..
حزنا ً غارقة فيه .. الأحداق
لو كان لي..
أن أرسم وجهك حرفاً..
نبضاً..
لبعثرتُ .. زرقةَ البحر..
ولهجرت جميع قوافي الشعر..
ولمحوت كل ماكتبُ..قلِقاً..
من أول سطر..
لو كان لي..
أن أبتدع لغة أخرى..
تحمل أحلاماً..تترى..
لمسكت بكفك ِ سيدي..
أستفّ الأحلام وحيدة..
وجلستُ في الظل غريبة..
أبحثُ في الريح ..
عن شجر لايعرى ..
لن .. تتخلى ..
مصفرة ً في خريفه الأوراق..
لو كان لي..
أن أختار الكلام..
لاختارني.. الصمت..
وما كنتُ لأحفل بتغير الفصول..
ولا بحركة البندول..!
سريعاً ..
بطيئاً..
قاتلاً..
مملاً..
إذا ما مرَّ في زحفه الوقت..
لكني أكتنز إليك ِ ..
الكثير مما حفلت به الأشواق..
غريباً..وسط جموع الناس..
أو تطاردني شزراً,,
كل.. عيون الحراس..
أو مندساً..في زاوية منسية ..
مهجوراً ..يحسبني الرفاق ..
فهل آتي إليك ِ..
أم أنت ِ..
مَن ستحملك إليّ الأقدار..
في ليل ٍ تطرز وحشته الأقمار..
لحياة..لن يهزمها الموت ..!