Tuesday, April 14, 2009

احتياجات للروح


ثمة احاسيس تطفوعلى سطح الروح كلما استبدت الحيرة فيّ لااعلم كيف دلفت اليَ وكيف تجولت في سراديب قلبي وكيف استطاعت ان تخترقني بهذا الشكل الغريب
شوق ًللعزلة والهدوء يقبض على مشاعري ويتحكم بها .
اعتناق التمسه بعمق من ضجيج المصالح والانانيات التي صارت هي المسيطرة على دفة الحياة
منفى أحيا به اسمه الوطن واناسٍ اجبرُ على التعامل معهم بالرغم من علمي انهم يمتون للكذب والنفاق والطمع بصلة قرابة من الدرجة الاولى وهنا ليست المشكلة لكن المشكلة هي أني لااقوى على ارتداء قناع المجاملات وانا اكلمهم وانا ادرك مدى تلوثهم الروحي
أركض بقلبً تعب وراء لحظات آمان انا بأمس الحاجة اليها
ارمي علامات الاستفهام عن كيفية احتمال العيش والاندماج مع الحياة وانا بهذه الحالة من الغربة الروحية التي اشعر بها
اقطع تذاكر السفر الى داخلي لألملم لنفسي ماتبقى من ذكريات وسعادات عابرة اتزود بها على محنة ماهو قادم من الايام
حتى نفذت تلك الذكريات وانتهت مدة السعادة بداخلي
اكتشفت مؤخرا ان من حسنات الغربة الروحية هي ترويض
ا لاحساس على التعبير اكثر ولهذا صرت امارسها كطقوس مقدسة وتقاليد متبعة وانا ادخل في صومعتي قبل ان امارس رسم نفسي بالكلمات علي بها اقطع سيول مرزايب الدمع بي
اوعلى الاقل احظى بأنٌس من يتقاسم معي رغيف تلك الاحاسيس الغريبة
احاول ان انقرض من وجودي من غربتي من منفاي الكبير
اشعر بأني اهرب من الشي الى اللاشيء.اخشى النظر في المرآة خشية اكتشاف تجاعيد الحزن وهي ترتسم على ملامحي وانا لااريد اكتشاف ملامحي وهي بهذا الشكل لأن هذا ضد الغرور والشموخ الذي يسكنني بالرغم من اعترافي الصادق ان الاحباط بكل انواعه يحاصرني والخواء يطبق انيابه عليَ بهمجية
احاول جاهدةًان امضي الوقت وانا اثرثر بنشيد لهذه الحياةالمملة
وحاولت قطع سلاسل الوقت الثقيل
فالشمس بالنسبة لي ورغم جمالها الا اني اجدها مملة جدا ربما لانها تتسبب بضوضاء نهارية لااحتملها على عكس الليل الذي اعود به الى معراج روحي على بساط من قصيدة
اما الحلم فهو وهمي الكبير الذي لااطيق مفارقته..كأنه الحب الاول الذي عرفت..فهو مسكني على نوبات الالم..حاولت ان ادرب نفسي على تقبل ماهو موجود وماهو أت وفشلت لأني ادركت ان حاجتي ماسة الى ان اطهر روحي تماماً من براثن هذا الواقع الذي اكرهه ولهذا
احتاج الى نفض غبارالتشرذم واحتاج الى عبور ضفة الوجع
احتاج الى تعلم كيفية الاقبال على شمس الصباح بقبلة اطبعها على خدها
احتاج الى التمدد براحة على سطح غيمة
احتاج الى ان اغفو على وسادة الصدق
احتاج الى السفر الى مدن الفرح
احتاج الى الاحساس بنبضً حلمٍ
احتاج الى الاختباء بخيمة الامان
احتاج الى الاغتسال بعبير الورد واستنشاق الاغاني
احتاج الى ممارسة جنوني الجميل تحت زخات المطر
احتاج الى التوحد مع الحرف والارتحال مع الكلمة والتزواج مع العبارة
احاول ان اكون انثى القصيدة وعطرالسماء وجمال الارض
بصدق احتاج لهذا وربما اكثر ..
فأنها حاجات ملحة ّ للروح قبل اي شيء أخر ...

Saturday, April 11, 2009

ليتني


يا من جاء على موعد رتّبه القدر ..كـ ظواهر طبيعة أخطئتها المراصد



ليتني أملك الصباح
أرسم على ضبابية ملاءته لوحة من عينيك وهجها , على إطارها لاذت قطرات الطل ببعضها وشاعت في بهو مساحتها ألوان ترتاح مفاصل الحزن في ظلالها .
لوحة من توهج رجل ..سقفها السماء تنساح فيه أشعة شمس من لظى عينيك دفئها .. وعلى دنوّها بحر تهادى موجه رسائل شوق توقظ عشقاً بين حناياك غفى ..


ليتني أملك المساء
أغزل من شفقه شالاّ يضيء تورّده ليل جبينك واعزف من لطافة أنسامه لحناً ترتع على تموجات مقامه أحلامك ..
بين خمائل الغروب ودمي الهائم في مماشي العروق أغرسك شتلة يسترسل عودها في عمق الليل ضوءا ..


ليتني أملك الليل
أصنع لنبضينا من فروعه متكئاً تستجيب لنداءات شوقه فراشات لهفة تاهت في ربيع الأحلام خيالاً بعيدا..
أسكب في أقداح عينيك بريق أنجمٍ تسرد للرمل حكايا سهرٍتشرّب دمع الحنين , وأودِع في أكمامك قمرا يداعب سناه جبينك
ليتني أملك قيود البعد وناصية الوقت ..ليتني أملك إمكانات القدرة وأنفض دواعي الضعف عن ظهر الأيام ..ليتني !
ليتني وليتني ..بيْدَ أني فقيرة لا تملك إلا جداول دمع وتلال أشواق


9/4/2009

Tuesday, April 7, 2009

للموت عدة وجوه ومااجملها ...!


(1)
للموت قدمين
قد يستخدمها للركض بسرعة وهو يسرق الفرحة من قلبك
ويترك أثار هذه السرقة عليك لامحالة لطول العمر
دون ان تستطيع ادانته
لانه ببساطة منّ عليك
و
ترك لك جسداً يتحرك
بروحً تحتضر وقلبً خال من الفرحة...!




(2)

وقد يأتي الموت ببطئ
ففي اسرع حالاته يمشي كسلحفاةً عجوز
بالرغم من انك تناديه وتستعجله و تتزين له
وتحاول ان تظهر له كل حالات الود والكرم
وهو لا يظهر لك الا البخل واللئم



( 3)

قد يتلاعب معك الموت بخباثة
فها هو يطبق انيابه عليك بوحشية
حتى تكاد تشعر بتفتت روحك
ومن ثم يتركك وانت تسرق اخر نفس
وتبكي بحرقة المتوسلَ
وهو ينظر لك بسخرية ويضحك
ثم يغادر بلا مبالاة

( 4)

احياناً يتعمد الموت ان يزورك
وهو بكامل اناقته
فلا تستغرب ان طرق باب مدينتك
وسأ ل بلهفة عن عنوان بيتك
وصافح يدك بحرارة محب
ثم اقنعك بضرورة مرافقته على عجل وانت لاتحمل معك
الا اعمالك
وكفنك الابيض

( 5)

للموت ملامح باردة حد الدفئ
ويداً ساخنة حد الصقيع
وابتسامة صامتة
وعينً ثاقبة نظراتها تدل على الالاف الالغاز
لكن مع هذا به من الجمال الغريب والوقار
ماتفشل في وصفه وان كنت تكتب الاشعار





(6)

قد يرتدي الموت قناع الحبيب كي يخدع به المقابل
فكم من عاشق مات بين يدي
معشوقه..؟
ولا يعلم ان الموت قد اغتال الحب من زمن طويل ولم يبق من ذكراه الا الفراق
الذي لايفرق عن الموت بشيء
فالموت والفراق واحد
فلا تنخدع ..!

( 7)



اذا هبت عليك رياح الموت واقتلعت منك جذور الامل
وجففت ينابيع الحياة بداخلك
وسلبت رغبة العيش فيك
فكن على استعداد دائم لتحمل النتائج
واظنك قد تهيأت
فمن مر به هذا الاحساس اجزم بأنه
انتظر الموت وهو يتمشى على جمر الحياة


(8)

اذا احتل الموت وطنً ما
هدم به اسوار الفرحة
وسرق منه ورود البوح
واغتال تغريد البلابل
واشعل به انوار الكآبة
ونثر بذور الهم
وشيع السعادة الى مثواها الاخير
وقد يكون هذا الوطن هو...أنت


(9)

قد يكّون الموت علاقات عميقة مع الاشخاص
فالبعض يرى في الموت صديقً صدوق
والبعض يتخذ منه أليف ووليف في ليالي الوحشة
والاخر يجد به عدواً
مخيف وغدار
والبعض يراه داءاً ودواء
والبعض يجد به راحة وهدوء
وانا الا اجد به الا انتمائي الصادق...!

Friday, April 3, 2009

حبيبي


ظللت مكتوما في الأنفاس بين أنسجة الدم وكرياته حتى فضحَك الجرحُ ذات يوم , فانبثق فجرك, وأشرقت شمسك التي لا تعرف معنى الزوال

كنسائم الليل الهادئة زحفت إليكِ ،وتحينت لحظات وجودك لأبثك مع همهمات الليل همهمات الوجد الصارخ ..وما اكتريت في مجيئي إليك سوى خطوات كادت تتعثر في الطريق المظلم لولا سنا نورك سابق إليها على عجل فانتشلها ثم احتضن غربتها.

.

ومازالت خطانا واضحة الرسوم ،بينة المعالم ،كل خطوة تأخذ بعناق الأخرى ،والمسافة بين كل خطوة وأخرى كالمسافة بين أنفاس متلاحقة ،كل واحدة تجرى خلف أختها بلا تؤدة أو تأخير.
ومتى اتصلت الفكرة بالفكرة كان ذلك مؤشرا باتصال روحي ينبيء بفجر جديد.

من أجلك سقيت الورد من ندى الصباح فأينع واخضر حلمي باسما
من أجلي ارتشف شهد الكلمات وتعلم أنها لك

لقد بدأت أشباح الوحدة الموحشة في التلاشي،وجرت خلفها قوافل الهموم إلى لا رجعة ترتقب ،ولف الروح الخائفة حرير من أمن وأنس واسترخاء ..
وطفقت الأراوح تسكب مدادها على صفحات الرضا ونحن لدى بابها كطفلين نزعهما اللهو ،وجد بهما اللعب ،وصار العبث شريعة لقائهما ،والعفوية البريئة الهادئة قانون امتزاجهما.

وعند انغلاق الباب تكثر الأماني والأمنيات , تتوارد الذكريات ,ذكرى وراء ذكرى , حتى يأخذهما الغطيط من شدة التعب , فيشتبهان في الحلم اشتباههما في التعب , أو ربما كان عند كل منهما أنصاف حلم يكمل كل نصف نصفه الآخر
بين شفتيك تترعرع ابتسامتي ، وعلى سحر حروفك تغفو عيوني ، ومن مداد روحك العطشى لي أستقي.

.

سأبقى أقول لك..
أحبك ..
فلا بدّ لكَ أن تسمعني فأحتويك بها

تطير إليك أجنحة روحي
قبل عينيّ
فتلتهم بيديك العطوفتين كل أوجاعي

دواءٌ أنت تتبلسم به جراحاتي..
فطوقني أكثر بحنانك المعهود
يا صاحب القلب الكبير

حنُ إليك

كمثل حنين اليتامى الحزين

تعثّر بين دموع الرحيل

أحن إليك

كما السحر همسك

يجمّل وجه حكايا الغبار

ورعشةُ قلبك

كما الأمنيات

أريجٌ يموج بعمقِ الوريد

أتيت تضحي بصحو الحياة

وتجمع غيم اكتئابي العجيبْ

تبسمتُ للنور في وجهك

ورحتُ أجوبُ رياض النعيم

براءة روح

وشوق جموح

وقلب نصوح

ودفء من الصدق يشفي الجروح

فأي المسافات تطوي الغياب

وكل حمامات قلبي تنوح
تظل أملا يتجدد في أعماقي وردة ندية لا تموت أبدا ...
اود أن أضمك الليلة بأشواقي وأنام على صوتك الدافئ ولكن أين أنت ؟؟؟



تلك هي رسائلي صباحا و مساء



سأدون رسائلي صباح مساء
وستكون أشواقي حبرا لقلمي
بنبضات قلبي سيتدفق حبر ذلك القلم
وبما تخطه أناملي أداوي الألم

سأحيل ورق رسائلي إلى جنة خضراء
بحروفي وكلماتي التي أبوحها بعناء
من قلب صادق محب لاقى الشقاء
من قلب عاشقة تملكها العشق
فصارت حروفها تنزف دماء

تلك هي رسائلي صباح مساء

رسائل متنوعة المعاني
أبعثها محملة بالأماني
لعلها تنقشع الغمة

رسائل صغت حروفها بنبض المشاعر
وجملت كلماتها بآهات وحسرات الخواطر
لعلها تعيد لي البسمة

رسائل كانت لي السفير
حين عجز اللسان عن التعبير
حين يكون تردد عبرتي في القمة

رسائل دونتها بحبر دامٍ دفاق
وعطرتها بأنفاس الأشواق
لتصل لمن تاقت أضلعي لضمه

رسائل تتغنى بحروفها للعشاق
تنبض حروفها حبا واشتياق
حنانا عطفا لمن كان للقلب كأبيه وأمه

رسائل حب فاق حدود السحاب
حب ملأ كل الآفاق
حب كل من في الكون يشمه


لا تستعجبوا من هذا الجنون
من هذا الشوق الذي يتطاير
فحبه فاض به القلب
فخرج على الأوراق يتناثر
فإن وصلت مسامعكم احفظوها
وادعوا لي وله بلقيا