Tuesday, May 12, 2009

ايها البعيد القريب


كم مضى على زمن ٍ لا يأتي إلا بك ؟
سَألنِي ثم ولَّى غائباً / غائماً / هارباً /هائماً بيني وبين أنفاسي المرتبكة,,
ولم تكن الحقيقة مّرة ولم أتجرع منها العلقم
م كما كان يقول لي في كل مرة أكتشفُ فيه شيئاً جديداً
عالمُهُ الواسع ضاقَ بي لــ بوح ِ ساعة يتيمة أدركها أجلٌ لا يُخطئ.
وتباريحُ روحهِ سكنتْ الليلَ الخالي من ظلام ٍ لا أظُنُّهُ صادق.
بَوتقةُ فكره كانتْ محفوفة ً بالمخاطرْ , فسَلبَني جديدَ الخواطرْ,
فـ كنتُ أ ُجيد الإصغاء/ الاحتفاء / في بقايا صخبه.
لم يُعلـِّـمَني تعويذة حضورِ لحظة اليأس لــ نفسي,
و لم يُحذرني من غدرِ الأمل الذي كان في صورة حُلم ٍ لمْ يأتي.
كل الذي فعله .. أجادَ تراتيلَ الصمتْ, وأتقنَ دورَ الغائبْ,
و أكرَمَني بــ تَمُرد ِ الانصهار على أروقةِ الذاكرة.
لم يكتُبني حرفاً واحداً , بل وجدنَي لغة ً لا تموت,
فــ أقسمَ أن يُخبِئنَي بين أوراقه, فــ تواريتُ عن أنظاره و سكنتُ البُعد.
إلهامُه بي ولــ أجلي مضى حيث كانَ يرَى ألاّ ضرورة َ لــ بقاءٍ ضائعْ
بين همهماتِ نفسه و ندم ِ قلبه و ضجر روحه,
فكان ولابد من أن يغادر المكان لــ ربما وجده.
لم أتذكر بعد تلك المرة الأولى التي نسجتْ منّي سلافة َ عصره , و حكاية زمانه ,
فــ فقدتُ كتاب الهوى و هوامش المُنى.
ولم أحتفظُ ببقايا أنفاسه التي غدرتْ بي حينما أوهمتني بأنه لازال قادماً.
و لم أرتبُ أوراقي/ كلماتي/ بقاياي المبعثرة , ولم أتأهب لــ قدومه بالرحيل,
فكانتْ ليلة لم تعترف بالخطأ ولم تعتذر عن الصواب.


***
نعم يا سيدي,,
لم أكُنْ جديرة بذاتي ,, فخشيتُ أن أخسرها و جاءتك لــ تسكنكْ,,
ولم أكُنْ أستحق العقاب/ العتاب / الغياب/ فـقط بل لاشيء من ذلك,,
ولم أكُنْ و لنْ أكون غير أنثى من نور و تاءُ تأنيث لـــ جريمة إنتماءها لك.
ولم أكنْ غير تلك/ هذه / هي/ التي سبقتني إليك,فكُنتُ أكترثُ بي كــ سيدة الحرف التي تمتلئ بك.
ولم أكنْ غير تلك المفردة التي تتمردْ/ تتجددْ / تترددْ/ تتجمدْ لــ رؤيتك .
و لم أكنْ غير تلك التي يسميها القريب بالبعيدة والبعيد بالقريبة والمعروفة بالنفي.
ولم أكنْ غير تلك التي تكتبُ الإعجاز , و تصمت بإيجاز لِمنْ لم يرتوي.
ولم أكن غير إنتماء البدر لــ ليل السواد , و ضياء السنا الذي لا ينتهي.
فهل عَرفْتَني / تذّكرْتني/ ذكّرتني بك؟؟



***
كان ولا زال قاَب قوسينِ أو أدَنى من هاويِة النسيان,
لم يتذكر منها أي شيء سوى ترنيمة ُ لحن ٍ لم يكتملْ,
لم يعبث الزمان بذاكرته, ولم ينسى ذات المكان الذي فقدها فيه,
لم يكنْ غير ذات الثقب الذي اتسع كلما بحث عنها في ظلمة نفسه,
أرادها,, فــ أخطأ الطريق ولم يرجع ,,
كأنه تذكرها لكنه لم يتأكد من ذلك بعد,,
وجدَ نفسه بين نهاية الأسئلة و ضياع الأجوبة,,
هل ســ تعرفني/ تتذكرني/ تذكُرني بي؟؟