Friday, November 7, 2008

همس الجرح ...


همس الجرح ...


كان الحزن يكتبني صفحات ..
وأنا أحاول كتابة سطر فرح ..


سأتجاوز كل اصول الكتابة ..
وكل ما هو مفروض ..
سأترك أخطائي اللغوية ..
والإملائية ..
سأخربش ..
على جدار الألم ..
همس الجرح ..




وحيدة ..
في المقهى ..
وكوبين قهوة ..
مذاقها ..
مر كما اللحظة ..
ممزوجة بالضجر ..
واحد لي ..
وآخر للمقعد الخالي منك ..


وجه القهوة ..
صورتك ..
كلما ارتشفت رشفة ..
لامست شفتاك شفتي ..
لتذكرني ..
بأول كوب احتسيته ..
معك ..


وحيدة ..
في العتمة أنزوي ..
أرسم خارطة الرحيل ..
والسفر الطويل ..
على كفي العارية ..
من كفك ..


وحيدة ..
أجلس مع ظلي ..
أنظر إلى الطاولات ..
شموع مشتعلة ..
أيدي متعانقة ..
و يدي ..
تتحسس ظلها ..


تركت ظلي ..
وغادرت ..
أطوي يدي ..
على خط السفر ..




عند خط المستحيل ..
كانت بداية السفر ..
قذفني الماضي ..
في دروب النسيان ..
ذكريات ..
تبعثرها الريح ..




على مقعد خشبي ..
في أزقة الغربة ..
أغفو ..
ويداي ..
تحتضن الفراغ ..
صورة ..
يبللها الدمع ..




كل الدروب إليك صعبة ..
وكل الحروف ..
تتهالك على الشفاه جزعا ..
من ثورة شوق غير متوقعة ..
لأنك ..
نسيت أن لي قلبا ..




ترى ..
متى ..
أخر مرة ..
جلست فيها باسترخاء ..


متى ..
أخر مرة ..
لامست أناملك رقة وردة ..
أو شممت عطرها ..


متى ..
آخر مرة ..
قلت كلمة أحبك ..
أو سمعت همسة رقيقة ..
من شفاه من تحبك ..


متى ..
آخر مرة ..
ضغطت على أزرار هاتفك ..
وقلت لها ..
أشتاقك ..




من نور القمر ..
سأصنع كأسا ..
أسقيك بها ..
إكسير الهوى ..
كي تثمل به ..
علك تستفيق ..




مثل قطة ..
كنت ألاحق طيفك ..
كنتَ تركض ..
وألهثُ خلفك ..
توقفتُ ..
وأنت ..
ما زلت تركض ..
وأنا ..
ما زلت ..
تلك القطة ..
التي تلاحق ..
طيفك ..




نهشتني الغيرة للحظة ..
حين غدر بي الخيال ..
ورأيتك مع أخرى بعين الوهم ..
ضحكت ..
فقد نسيت أنك ..
لم تعد لي ..




قارئة الكف ..
نظرت في خطوط يدي ..
قالت ..
خط الحياة طويل ..
قلت بطول عذابي .!!
قالت ..
سفر بعيد قريب..
قلت ..
أأبعدُ من هذا السفر !!


كم هو بعيد سفري عن قلبك ..




أزهر الشوق في قلبي ..
ياسمينا ..
وعلى كفي نبتت الزنابق ..
رفرف النبض فراشات ..
تعلقت برمش عينيك ..
وحط على كتفي طائر مهاجر ..




قصصت جناحي القلب ..
كي لا يحلق عائدا إليك ..
وربطت عليه بلجام الصمت ..
كي لا يصرخ من جزع الفراق ..
ورحلت وأنا أوهم النفس أني ..
في طريق الرجوع ..

ما أصعب أن تعود إلى الوراء ..

كي تصل إلى نقطة ما قبل البداية ..




أقف في محطات الفكر ..
أريح النفس من وعثاء سفر الروح ..
الراكضة خلف الحقيقة ..
الباحثة عن السكون ..
فلا أجد غير قلبك ..
دثارا في صقيع الوحدة ..




في كل يوم ..
أكتشف أخطائي ..
وأجد لك عذرا جديدا ..
ترى ..
هل لك القدرة على الصبر ...
لحين أخرج من شرنقتي ..
فراشة تحترق بالنور ..




في زوايا الصمت ..
خبأت بعضا من همساتك ..
زادا لسفري الطويل ..
حتى إذا ..
ما هاج الشوق ..
كانت قوتا لصبري ..




كم قلت أني ثرثارة ..
كيف عرفت !!
وأنت ..
لم تكن تسمع ..




لو تعرف ..
كم أحتاجك اللحظة ..
كي تجمع دمعي بكفك ..
تغسل بها جراحي ..
الغائرة في عمق الروح ..




تدور حول نفسك ..
وادور حولك ..
تلتقي اعيننا مرة ..
كل خسوف ..
ما زلت تدور ..
وما زلت أدور ..
أصابنا الدوار ..
ففقدنا لذة الحب ..




آه من الذكريات ..
حين تنقر قلوبنا ..
فلا ندري ..
أهي دغدغة ..
أم هي رعشة ألم ..

أذكر ..
حين كنتُ وهما ..
يسكن خيالك ..
كمراهق ..
يعشق لأول مرة ..
نجمة عالية في السماء ..
تلاحقها بالغزل ..
والشوق و... ..
أقسمت لها ..
أنك تحبها
لما هبطت إليك ..
ولمستها ..
تحولت لامرأة ..
فسرقت سماءها ..
وتركتها ..
على الأرض ..
نجمة جريحة ..




على هامش العمر ..
كتبت ..
أني رحلت ..
وأنا ..
ما زلت هنا ..


كذبت علي ..
أيها الحب ..
حين سرقت نبضي ..
لترتق مزق أمنية قديمة ..
لاكتها خزائن النسيان ..
عفرها غبار اليأس ..
لتصنع منها أملا مهلهلا ..
لا يواري عورة الحلم ..
كذبت علي ..
حين داعبت ..
قلبي المثقوب بالخيبة ..
ليتسرب دمي ..
في شقوق جرح لم يندمل ..
كذبت علي ..
حين وسوست لي ..
بأن للحزن وجه آخر ..
يحمل ملامح الفرح ..