Friday, November 7, 2008

صوتي


أستيقظت فجأه من نومى الذى أنقضت فى عمره سنين ...............أستقمت فى مكانى الذى أهملته طوال نومى المديد

فوجدته مكانا ضئيلا صغيرا بلا معالم ولا زخارف فقط حوائط.............. تحيط بى فى كل مكان ..............وبدأت فى النظر لما حولى بكل أمعان وترقب وانتباه

فأذا بى من مكانى الصغير أرى حولى ظلام اسود قاتم دون أضواء مصابيح أو ضوء شمس خافت أو حتى علامه اهتدى بها حتى لا أسقط فى ظلامى الشديد

فأخذت أبحث حولى على أى شئ ربما تركه الزمن لى أو تركته لى حين النوم أحد الاحلام ...............فلم أجد شيئا حولى الا بقايا الايام ................شرعت فى النوم مجددا ربما حين أستيقظ أجد مكانى كما كان

انتظرت قليلا وفجأه أنتبهت لصوت حطام فى الخارج .........حاولت الاقتراب من الصوت لعل فيه نجاتى من ظلامى الخانق

فسمعت صرخات وآهات وأصوات أقدام تهرول فى كل مكان ...........أخذت أنادى من مكانى لعل أحد يسمع صوتى
لعل أحد ينجينى من ظلامى الابدى

أنادى بكل ما فى من صوت
ولكن لا أحد يمسع صراخى وسط صرخات الكثر
أنادى أنقذونى من الظلام أنقذونى من الموت

ولكن لاصوت لميت حتى وان كان له صوت

فانتبهت الى الاصوات لعلى أعرف منها أحد ..........فسمعت ما تحمله الأيام فى صحوى
سمعت صوت أم تبكى على أبنها الذى مات فى المهد
وسمعت صوت أب يبكى على أبنه الذى طعنه الغدر
وسمعت صوت صغير يبكى على اهله التى ضاع منهم فى الطرق
وسمعت صوت أناس يبكون على أنفسهم من الجوع والحرمان والبؤس
وسمعت صوت شعوبا ماتت من الذل بعد أن بنى أذلائها عزهم على أشلاء من كان لهم عز
وسمعت أصوات شعوبا تضحك وتقهقه مما تراه بعينها من حقيقه حتى تنسى ما أصابها من قهر
وسمعت عويل الذئاب وزئير الاسود والنمر
سمعت أصوات النحيب وأصوات الأنفاس التى تولد والتى تموت كل يوم

سمعت أصوات حين سمعتها ندمت على نومى سنين وأحلاما حلمتها فى النوم
ندمت على أبنيه بنيتها فى احلامى ...............حين واجهت الواقع سقطت من أعلى سماء الى أدنى ارض
ندمت على ثباتى الذى ظنه غيرى أنه الصمت
ندمت على حياتى التى بنيتتها فى السماء ولم أقم لها اساسا على الارض
ندمت على قصرى الذى ضاع فى نومى وتبدل بكوخ من الاخشاب والقش
ندمت وندمت ولا زلت أندم.......................ولكن برغم الندم لن أعود الى نومى ولن اهرب من الواقع الحق
ولن أصمت فربما صوتى كان اشد من صرخات وآهات غيرى من البشر

ربما بصوتى تزرع الابتسامات على الوجوه .........ويعم السلام الى الأبد

ربما بصوتى يعلم من بعدى أن الصمت معناه الموت




والآن سأبرح مكانى المظلم العفن
الى قصر أبنيه بيدى لاعيش فيه- دون نوم - الى الابد