Saturday, December 13, 2008

مع طفل المذود على وقع دقات قلبي .


على وقع دقات قلبي ..
لطالما كان موسم الميلاد ..موسماً لقلبي ...,
موسماً خارج الفصول ..لا يدخل في أوراق السنة..
لذلك ...إذا ما أردت أن أصغي فأنا لا أسمع إلا ما يمليه عليّ البوح ...فأختار المقعد الأكثر خلوة ..تحت قنديل ما ..
و أستحضر أمامي كل ما ...و من .. من تشتهي أن تخاطبه نفسي ...من وجوه و أسماء و..أفكار ..وصور ..و أحلام ..و أصوات ..و ..لفتات مكسورة ..اشتعالات روح متوقدة عشية حب.....
...و قدر غيبي الملامح ..يهادنني ساعة ..و يخاصمني ساعة أخرى ...
من الذي يلتقط أنفاسي الحارّة ..ويحمل كل واحدة منها إلى صاحبها ..أينما وجد ..و في أية صورة أو كينونة كان ..؟
آآآآآآآآآه أيها القلب ...لماذا لا تتسع أكثر و تضم إليك كل من يعطيك سببا إضافياً للحب و البقاء.. ؟
..من عساك تناجي ..عندما تتكدس الأشياء في مخيلتك ليظهر لك شريط عمرك ..وتود لو أنك تستطيع أن تفرش كل شيء
دفعة واحدة أمام ناظريك ..ثم تضحك و تبكي ...؟
و تنظر إلى القمر ...و تتذكر وجه من تحب يعبر كشهاب انفصل عن أمه ...و ما زال يدور في مجرّتك ..
...و آآآآآآآآآآه كم أنت واسع و مليء بالفرح يا قلبي ..؟
...فابعث برسائلك الآن..إنه زمان الميلاد...
رسالة ......ليسوع
أَعلمُ أن مداركنا لن تصل إليك ..وقلوبنا لن تستطيع أن تفسر من أين تنبت آلامنا ..و أفراحنا ..
...أعلم جيدا أننا لن نفهم أي ملكوت ينمو خلف أحداث حياتنا ...
و لماذا غالباً ما تخالف خططك توقعاتنا ...
لكن وجهك مازال يدور بيننا ...و خيالك يداعب أحلامنا الأكثر صدقاً ..فتعال ..
تعال ..لأن سقوطات هذا العصر لاتصدق..و عذابات هذا العصر ...أيضا لا تصدق ..
تعال ...لأن مغارتنا باردة ليس فيها نار ..أيامنا تنتظر شارة منك ..أحد يطل من صوبك ..
قصة قصيرة تكتبها أنت على ألواح لا تمحى في زحمة الحياة ...
تعال ...فالزمان ..زمانك ...وقد اكتمل الشوق ..وامتلئ..
أما نحن ...فمهما فعلنا ...
كل فعل في الحقيقة ..نحوك يسير ..
سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك ..فأنت ..أنت ..
حياة و حقيقة و طريق ..ووعد لم ينكسر ..
..و كل حلم و حنين و لقاء و لحن أو عناق ..
..جهد و كفاح ..و انتظار و ألم و فكر ..و ..........همسة في أذن الحياة ..
لك أنت ...و نحوك أنت فقط كل شيء بكل هدوء ...يسير ..إلى أن تنتهي القصيدة ..
و تراها أيها الحبيب كيف تنتهي القصيدة ..؟
...أيها الرمز الصالح ...سامحنا ..

لوجه أمي وروح و أبي ..
كل شيء خالد في قلبي ..حتى يأتي ملكوت السموات ..كل شيء ..مازال على جبهتي ..على كتفي ..في سواد
بؤبؤ..عيوني ..
أطبع قبلة على راحة يدي ..و أنفث بعضاً من هواء روحي عليها..و أعرف أين تحملها الريح..من جعل الإتجاهات ..تارة في الشرق ..و تارة في الغرب ..و لم يضع وجهيكما معنا في طريق الوجد ..أو على ضفة
...واحدة ....؟


أخوتي ...وعائلتي الصغيرة ..
أمسك قلبي بيدي ....كل يوم لي يمر معكم ..ثمين ..ثمين ..ثمين ...كنزي المخبأ في الحديقة ..
....وبيتي الذي لا تهزه ريح الشتاء...


أصدقائي ...
لن أفهم ملامحي إلا عندما أنظر إليكم ...
...أنتم وجهيّ الآخر ...وحصاد أيامي ..و خمرتي المعتقة ...

حبيب الأيام ..
على خديك زهر الخزامى ..لا ينام , هالة من شوق و سرب من فراش و عصافير ..
تذكرني دوماً ..كم هي صغيرة أحزاني أمام عينيك ..
عمري لك حفنة من رمل مزخرف ..و حوض قرنفل و ماء و مرجان ..
تسكن خلف ستائر من عود و أوراق العنب ..يداك مملكتي .., و شعرك متروك فوق غمامتين من ألق و حنين..
و قميصك المعلق فوق ظمئي ... مفتوح على أزرار الروح .
من يعيد لي أوراق الغسق ..وقصائدي التي كبرت و ترعرعت على هدبيك أنت..وإن كان يجب عليّ أن أخترع قصة فأنت قصتي ..و تعويذتي ..وطائرتي الورقية التي تجوب بي الهضاب و الشواطئ..
...و خيمتي التي أحملها على ظهري ..كلما أردتُ أن إلى نفسي ..أسافر.
أسافر في رحلة ..وأغتسل في بحر العتمة ..أرافق قطرة الندى في رحيلها الأبدي نحو الزهر ..و أداعب النرجس الذاهل وهو يحاول أن يمد أصابعه يتلمس نافذتك ..
أغالب متعة المشهد و أغالب الحب الكبير ..ياه ..إنه توقنا الدؤوب لما يحقق غاية و ملء وجودنا ..
أن ننام و نستفيق على فكرة لا تبارحنا ..فكرة إثنين تضاما ..لمواجهة كل صقيع العالم ..و روح موغلة في العشق تتآخى مع الموج عندما يتكسر في عيون من تحب ..
.
أينما ذهبت ..السعادة تكمن هنا في الصدر ..حيث يخفق القلب ..و مفتاح باب مغارة الكنز ..هو عدم العناد في فهم ما لا يفهم ...والإكتفاء بما تقدمه لنا الحياة ..بما يقدمه المطر للتراب ..و التراب للورد ..و الورد و ما يقدمه لنا ..و لأحبتنا .
....ثمة رسائل أخرى ...
ولكل زمان ...رسائله ,..و قبلاته و شموعه ...و صفحات تكتب ..
أقوم من حيث أنا ..و أسرع ...كأنني أسمع رنة جرس من بعيد ....
..إنه جرس الميلاد ..ياقلبي