Wednesday, November 5, 2008

عصر الافلاس



إحساس يعربد داخلي بعنف يتسكع بقوة المتكبر المغرور في نفسي يدفعني للاعتراف بأنني لم أعد أحتمل هذه الحياة المملة الكئيبة التي عدت كأنها ليلاً دامس؛ قد يعطيني وعود براقة كاذبة بأن الفجر آت ويضحك علي بإذاحة بعض السحب المتراكمة في سماء قلبي لدخول ضوء القمر مع إيهامي بنسمات صبح كاذبة تجعلني اصدق وعده بقدوم الفجر ؛ حتى استمر و استمر في الخداع المرير ..حتى الموت.

يهمس هذا الإحساس بأن علي أن أعتزل كل الناس .. كل الناس بأصنامهم التي آخذت أشكال عاتية تتحرك داخل نفوسهم بقوة الطموح الذي يسد علي صاحبه كل دروبه ليراه أينما يذهب لتصير العبادة لها مخلصة الأيمان .. لابد أن أعتزلهم وما يعبدون من دون الله ….

لا أدري.. لا ادري ..

لماذا اتهامه وطعنه لي في كبريائي باحترامي لذاتي و ضغطه بقوة الطاغي علي شرايين روحي حتى أدميت ولم أعد أظنها قادرة علي الالتئام …

لم يعد لي طريق بعدما خذلني في أحلامي التي هي حيلتي في هذا الواقع المرير ..

لقد قالت لي جرأة مؤلمة عزفت داخل نفسي لحناً عنيفاً:



أنت حالم في دنيا غير دنياك تنسج بها أحلاما بخيوط عنكبوتية؛ أهمل أصحابها التعامل بها ؛ واعترفوا بفشلهم عندما أدركوا بأن هذا العصر ليس للرومانسية الحالمة ؛ لقد تركها أصحابها وماتوا ليعيشوا في مذاهب أخرى اكثر واقعية… ثم تجئ أنت .. أنت .. وتريد أن تأخذ خيوطهم العنكبوتية المترهلة الاستعمال وتنسج بها أحلاماً مستحيل أن تتحقق ….

أنني أريد أن اقل لك شئ واحداً فكر به كما تشاء :

إن اغلب مدارس الحب في زماننا قد أغلقت أبوابها ..بعدما أعلنت الإفلاس… ولن ينفعك نقودك التي تصرفها ببذخ من بنك قلبك في أحيائها لأنك ستكتشف بأن هذه النقود كانت لزمن سابق فهي قيمة ولكنها غير صالحة للاستخدام….